لعبا الغميضة : فاختبأ فى قبر ولم يخرج بعدها

لعبا الغميضة : فاختبأ فى قبر ولم يخرج بعدها



إنها طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر مرمية على أحد القبور الحديثة و تحفر بكلتا يديها القبر و هي تقول باكية 

“خلص اطلع ما عاد بدي ألعب غميضة طلاع أمانة” 



مشهد واقعى .. رأيته بأم عينى فى سوريا 



أحزنني هذا المشهد كثيرا فاقتربت منها فإذا بوالدها يجلس على حافة قبر آخر و الدمع ينهمر بصمت من عينيه وهو ينظر إليها دون أن يمنعها 

حاولت حمل الطفلة و إبعادها عن هذا العمل لكنها أبت إلا أن تتابع ما تقوم به و هي تبكي 



سألت والدها عن السبب فأخبرني و الدمع يملأ عينيه و الحرقة تعتصر قلبه 

قال لي : “في ذلك اليوم أراد ابني أن يخرج من البيت لكن أخته هذه منعته من ذلك و هي متعلقة به كثيرا و كلما هم بالخروج قامت بالبكاء الشديد لتمنعه 

فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة معها فقال لها : يلا ما عاد بدي روح خلينا نلعب غميضى 

فقبلت :: و لعبا سوية فهي تغمض و هو يختبئ و بعد عدة مرات أغمضت عينيها و استغل الفرصة و خرج من المنزل 

فتحت عينيها و بدأت بالبحث عن أخيها دون جدوى 

و ما هي إلا لحظات حتى رن جرس هاتفي ظاهرا عليه اسم ابني فتحت الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج و صوت رجل غريب أخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر وضيع 



شيعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي و هو محمول على الأكتاف فنادته فلم يستجب

فقالت لي : بابا و ين آخدينو لأخي 

فقلت لها في حيرة : رح ياخدوه حتى يتخبى منشان تكملو لعبة الغميضة 

فقالت : بس أنا ما عاد بدي إلعب 

فقلت لها : بس هالمرة 

و أثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري و قالت لي هامسة : يللا خلي يتخبى 

لقد و ضعناه في الحفرة و لفه تراب الوطن شهيدا بإذن الله و عدنا إلى البيت 

و من يومها تطلب منا كل يوم أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخيها قد اختبأ هنا و تقول : يا متخبي احفير و طلاع 

ثم شهق شهقة أحرقت قلبي و قال لي : و الله ما عاد يطلع 

ثم أجهش بالبكاء حتى احمرت عيناه و ابتلت لحيته” 



فتركتهما و خرجت من المقبرة و أنا أردد في نفسي و الدمع في عيني : 

لاحول ولاقوة الا بالله ..حسبنا الله ونعم الوكيل 

تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

عن الكاتب

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى

0 التعليقات لموضوع "لعبا الغميضة : فاختبأ فى قبر ولم يخرج بعدها"


الابتسامات الابتسامات